توافد الحجاج، اليوم الخميس، إلى صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من فريضة الحج، وسط درجات حرارة مرتفعة دعت السلطات السعودية إلى حثهم على الاحتماء في الخيام خلال ساعات النهار الأشد حرًّا.
مع بزوغ الفجر، بدأت أفواج الحجاج بالوصول إلى عرفات، الذي يبعد نحو ثلاثة وعشرين كيلومترًا عن الحرم المكي، فيما وصل بعضهم في وقت مبكر للاستفادة من اعتدال الطقس النسبي، حاملين مظلات ملوّنة تقيهم أشعة الشمس.
مشاعر إيمانية ودموع فرح
الحاج الباكستاني "علي"، البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عامًا، عبّر عن امتنانه قائلاً: "أحاول الوصول إلى هنا منذ ثلاث سنوات... وأشعر بنعمة كبيرة". أما الحاجّة الجزائرية "خديجة"، فقد وصلت مع والدها المسن في ساعات الصباح الباكر، ووصفت استعدادها لليوم بـ"الكامل".
إيمان عبد الخالق، وهي سيدة مصرية في الخمسين من عمرها، لم تتمالك دموعها وهي تقف قرب جبل الرحمة، مؤكدة أنها انتظرت عشر سنوات لتحقيق هذا الحلم الذي كانت فقدت الأمل فيه.
تحذيرات رسمية وتدابير وقائية مشددة
وزارة الصحة السعودية حذّرت الحجاج من صعود المرتفعات في يوم عرفة لما لذلك من خطر التعرض لـ"الإجهاد الحراري"، خاصة مع تسجيل درجات حرارة بلغت 42 درجة مئوية، بحسب المركز الوطني للأرصاد.
وقد ناشدت الوزارة الحجاج الإكثار من شرب الماء واستخدام المظلات الواقية. كما قامت الجهات المختصة بتوزيع مراوح مزودة برذاذ ماء وتوفير 400 وحدة تبريد في المشاعر.
استعدادات غير مسبوقة لموسم أكثر أمانًا
حرصت السلطات السعودية هذا العام على تعزيز إجراءات الوقاية من الحرارة الشديدة، بعد أن شهد الموسم الماضي وفاة أكثر من 1300 حاج بسبب موجة حر تجاوزت الخمسين درجة مئوية.
وقد أعلنت المملكة نشر أكثر من 250 ألف موظف وتنسيق الجهود بين أكثر من 40 جهة حكومية، إضافة إلى زيادة المساحات المظللة بـ50 ألف متر مربع، وفق تصريحات وزير الحج توفيق الربيعة.
إدارة الحشود ومكافحة المخالفين
بلغ عدد الحجاج القادمين من الخارج أكثر من 1.4 مليون حاج. وأكدت السلطات أن إدارة الحشود تُعد أحد أكبر التحديات، لا سيما بعد فاجعة عام 2015 التي راح ضحيتها نحو 2300 حاج بسبب التدافع.
ولمنع تكرار ما حدث، أطلقت المملكة حملة واسعة لمكافحة الحجاج غير النظاميين، شملت مداهمات، وطائرات مسيّرة، وتنبيهات نصّية، خصوصاً أن من لا يحمل تصريحًا لا يحصل على الخدمات الأساسية مثل الخيام المكيفة والنقل بالحافلات.
الوجهة التالية: مزدلفة
مع غروب الشمس، يتوجه الحجاج إلى مشعر مزدلفة للمبيت هناك، استعدادًا ليوم النحر ورمي جمرة العقبة، في ختام يوم يُعدّ الأعظم في مناسك الحج.
تعديل /منقول من موقع الجبال/