لقاح قد يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية
قبل 5 ساعة منوعات
تسلط دراسة جديدة الضوء على طريقة قد تكون غير متوقعة للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهي عن طريق الاستفادة من التطعيم ضد القوباء المنطقية (المعروفة أيضًا باسم الحزام الناري).
تعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، حيث تودي بحياة نحو 18 مليون شخص سنويًا، معظمهم بسبب النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
ورغم أن هذه مشكلة صحية عامة مقلقة، فقد أظهرت العلوم الطبية طرقًا لتقليل هذه المخاطر، مثل اتباع نظام غذائي صحي للقلب، ممارسة الرياضة يوميًا، الحصول على قسط كافٍ من النوم، إدارة التوتر، وتجنب التدخين، وفقًا لما ذكره موقع ساينس آليرت العلمي.
الدراسة
وفقًا للدراسة الجديدة، التي شملت بيانات أكثر من 1.2 مليون شخص في كوريا الجنوبية فوق سن الخمسين، أظهر الذين تلقوا لقاح القوباء المنطقية انخفاضًا بنسبة 23% في خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل عام.
استمرت هذه الدراسة لمدة تصل إلى 8 سنوات، وقد لوحظ أكبر انخفاض في المخاطر بعد عامين إلى ثلاثة أعوام من التطعيم.
كان التأثير أكثر وضوحًا بين الرجال، والأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا، وأولئك الذين يعانون من سلوكيات غير صحية مثل التدخين، شرب الكحول، أو الخمول البدني.
وتوصي الدراسة بتطعيم لقاح القوباء المنطقية للبالغين فوق سن الخمسين لحمايتهم من هذا المرض الفيروسي، المعروف بطفحه الجلدي المؤلم وبثور حمراء.
القوباء المنطقية تسببها نفس الفيروس الذي يسبب جدري الماء، وهو فيروس الحماق النطاقي. بعد تعافي الأشخاص من جدري الماء، عادةً في مرحلة الطفولة، يمكن أن يظل الفيروس كامنًا في الخلايا العصبية لسنوات أو عقود، ثم ينشط فجأة.
غرافيك يوضح تطور القوباء المنطقية:
تتحول مجموعة من النتوءات الصغيرة إلى بثور...
تمتلئ البثور بالصديد ثم تنفجر.
تغطي البثور قشرة.
تختفي خلال 4 إلى 5 أسابيع. (ويكيميديا كومنز)
على الرغم من أن الآثار المباشرة للقوباء المنطقية سيئة بما فيه الكفاية، إلا أن المرض قد يستمر بشكل خفي بعد زوال الطفح الجلدي، كما أوضح طبيب الأطفال والباحث دونغ كيون يون من جامعة كيونغ هي في كوريا الجنوبية لموقع ساينس آليرت العلمي.
وقال يون: «القوباء المنطقية تسبب طفحًا جلديًا مؤلمًا، ويمكن أن تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، خصوصًا لدى كبار السن وأصحاب المناعة الضعيفة». وأضاف: «تشير الأبحاث إلى أنه إذا لم يتم التطعيم، قد يصاب نحو 30% من الأشخاص بالقوباء المنطقية خلال حياتهم».
أكثر المضاعفات شيوعًا هي الألم العصبي طويل الأمد، الذي قد يستمر لأشهر أو حتى سنوات. كما يمكن أن يؤدي الحزام الناري بالقرب من العينين إلى فقدان البصر، وقد يعاني بعض الأشخاص من مشاكل عصبية دائمة.
تشير الأبحاث الحديثة أيضًا إلى أن القوباء المنطقية تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية. وقال يون: «إضافة إلى الطفح الجلدي، ارتبطت القوباء المنطقية بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك أردنا معرفة ما إذا كان اللقاح يمكن أن يقلل من هذا الخطر».
نتائج الدراسة
دمج الباحثون بيانات من عدة وكالات حكومية كورية جنوبية، ودرسوا في النهاية أكثر من 1.2 مليون شخص. شملت هذه الدراسة التي امتدت من عام 2012 حتى 2021 معلومات حول حالة التطعيم، بالإضافة إلى صحة القلب والأوعية الدموية والعوامل الأخرى ذات الصلة.
انخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 23% لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 22%، وانخفاض خطر الإصابة بفشل القلب بنسبة 26%، وانخفاض خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية الرئيسية مثل السكتات الدماغية أو النوبات القلبية بنسبة 26%.
السكتة الدماغية هي السبب الثالث الرئيسي للوفاة على مستوى العالم (رويترز).
قال يون: «قد يساعد لقاح القوباء المنطقية في تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، حتى لدى الأشخاص الذين لا توجد لديهم عوامل خطر معروفة».
وسيكون هذا خبرًا مهمًا إذا تم تأكيده، ولكنه منطقي بالنظر إلى ما نعرفه عن الآثار قصيرة المدى للقوباء المنطقية على الجهاز القلبي الوعائي.
وأوضح يون: «يمكن أن تتسبب عدوى القوباء المنطقية في تلف الأوعية الدموية، والالتهابات، وتكوين الجلطات التي قد تؤدي إلى أمراض القلب. من خلال الوقاية من القوباء المنطقية، قد يقلل التطعيم من هذه المخاطر».