بهدف المساهمة في اعادة الحياة الى البيوت والازقة المهدمة في المنطقة
القديمة بالساحل الايمن لمدينة الموصل ورسم ابتسامة ارتياح على وجوه الاهالي ،
ينهض مجموعة من الشباب والشابات المتطوعين باصلاح الجدران من آثار المخلفات
الحربية ورسم لوحات فنية ملونة بدل الوانها الرمادية والسوداء ، تتناول مختلف
المواضيع الانسانية والحضارية التي تعبر عن تاريخ وفلكلور مدينة الموصل والعراق .
الشاب منير ماجد طالب في المرحلة الاعدادية ، تحدث لمراسلنا عن تجربته في الرسم على
جدران المنطقة القديمة بالقول " نحن فريق تطوعي يحمل اسم ( ثورة الفن ) مؤلف
من 20 شاب وشابة من طلبة الكليات والاعداديات في الموصل ، تطوعنا لرسم جداريات في
عموم مدينة الموصل محل آثار الدمار على الجدران وفي الشوارع والازقة وخاصة في
المنطقة القديمة،مضيفا " استحصلنا الموافقات الاصولية اللازمة من اصحاب الدور والبلدية
والآثار والقوات الامنية ، ودعمتنا في هذا المجال منظمة دولية وفرت كل احتياجاتنا
من المستلزمات والالوان والنقل وما شابه " وعن الرسالة التي يريد الشباب ايصالها من خلال اللوحات الفنية على الجدران
قال منير " نحاول بطريقتنا الفنية هذه اعادة الحياة للمناطق المتضررة ،
واشاعة روح الآمل عند الاهالي ، ورسمنا منذ بداية عملنا قبل شهر 45 جدارية تناولت
مختلف المواضيع كالمهن والالعاب الموصلية ومعالم المدينة القديمة والحديثة
والجوامع والكنائس وغيرها " .
وشهدت مدينة الموصل بعد استعادتها في شهر تموز عام 2017 العديد من الحملات
التطوعية المستمرة الى حد الان ، يقودها شباب من سكان المدينة ومن كلا الجنسين ،
استهدفت تنظيف المناطق ، ورفع الانقاض ، واعادة تاهيل الدور والمدارس والجوامع ، واغاثة الاهالي ، وغرس الاشجار والازهار وما شابه ذلك
.
الشابة شيماء عامر من فريق ثورة الفن وجدت في مشاركتها برسم جداريات
بالموصل القديمة فرصة لاثبات ذاتها الفنية حسب قولها .مضيفة " محاولاتنا في توثيق معالم وحضارة الموصل والعراق حتى لا
تنساها الاجيال القادمة خاصة المعالم المهدمة رغم بعض الصعوبات التي تواجهنا
كحرارة الجو ، وبعض المخلفات وأثار الخراب على الجدران التي عملنا على معالجتها بمادة
الجص ومن ثم الرسم محلها " .
وعن تقبل الاهالي لهذه المبادرة قالت شيماء " تفاعل الاهالي ايجابي
جدا معنا ، وفرحوا كثيرا بهذه الرسومات التي حولت الخراب الى الوان مبهجة ، وقدموا
لنا الكثير من الخدمات والمعونات من اجل نجاح العمل " .
أهالي المنطقة القديمة غرب الموصل رحبوا بمبادرة الشباب في الرسم على جدران
بيوتهم ومحالهم عسى ان تكون خطوة جديدة في الاتجاه الصحيح لاعادة الحياة الى
المدينة المنكوبة ، كما يعتقد هؤلاء الشباب والاهالي معا .
المواطن ابو ازهر من سكنة منطقة النبي جرجيس ( ع ) وجد بالرسوم الملونة على
بيته وبيت جيرانه صورة مشرقة بالضد من صور الخراب والدمار .
يقول ابو ازهر " عندما افتح باب بيتي صباحا وتواجهني هذه الصور
بالوانها المبهجة اشعر بالارتياح والتفائل بغد أجمل وأفضل ان شاء الله " .
مضيفا " من المفرح توثيق هؤلاء الرسامين الشباب لتاريخ وحضارة الموصل
والعراق من خلال رسم لوحات كبيرة ملونة عن منارة الحدباء وجامع النبي يونس وآثار
الحضر وقره سراي وغيرها " .