البابا ليو الرابع عشر: أول بابا أميركي في تاريخ الفاتيكان

قبل 2 اسابیع
في لحظة وصفت بالتاريخية، انتخب الكرادلة المجتمعون في مجمع انتخابي مغلق بالفاتيكان، الكاردينال الأميركي ليو بيريز ليصبح البابا ليو الرابع عشر، أول بابا من الولايات المتحدة الأميركية، في سابقة لم يشهدها تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الممتد لقرون.
من هو البابا ليو الرابع عشر؟
ولد ليو بيريز عام 1958 في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي الأميركية، لأب بيروفي وأم أميركية، ما جعله يحمل جنسيتين: الأميركية والبيروفية. نشأ في بيئة كاثوليكية ملتزمة، وأظهر منذ شبابه ميولًا قوية للخدمة الكنسية والعمل الروحي. بعد إنهائه دراسته اللاهوتية، كُرّس كاهنًا في الثمانينيات، ثم واصل دراساته العليا في روما، حيث حاز دكتوراه في اللاهوت العقائدي.
حياته ومسيرته الكنسية
بدأ مسيرته الكنسية خادمًا للرعية، ثم مبشرًا في المناطق الريفية في بيرو، حيث اكتسب احترام المجتمعات المحلية التي خدمها ببساطة وتفانٍ. عُرف بتواضعه، وإتقانه للغات، وشغفه بالعدالة الاجتماعية.
في العام 2002، عُيّن أسقفًا مساعدًا في شيكاغو، ثم أصبح رئيس أساقفة شيكاغو عام 2014، وهو المنصب الذي برز فيه كصوت إصلاحي داخل الكنيسة.
أظهر البابا ليو مواقف داعمة للفقراء، واهتمامًا كبيرًا بالقضايا البيئية، وشارك في مؤتمرات دولية حث فيها على إصلاح العلاقة بين الكنيسة والمجتمعات المهمشة.
كيف تم انتخابه؟
عقب وفاة البابا السابق، انعقد المجمع المغلق (الكونكلاف) داخل كنيسة سيستين في الفاتيكان، حيث اجتمع ١١٧ كاردينالًا من مختلف أنحاء العالم لانتخاب البابا الجديد. استمرت جلسات التصويت عدة أيام، وسط ترجيحات إعلامية وتكهنات، حتى أُعلن في اليوم الرابع عن انتخاب الكاردينال ليو بيريز باسم البابا ليو الرابع عشر.
فور خروجه إلى الشرفة البابوية، أطلّ البابا الجديد على الجماهير من ساحة القديس بطرس، مرددًا كلماته الأولى: "أنا خادم للسلام والمحبة.. أنا منكم وإليكم"، في رسالة وحدوية جمعت بين جذوره الأميركية والبيروفية، ورسالة الكنيسة العالمية.
أصوله وفكره
يجمع ليو الرابع عشر بين الجذور اللاتينية والانفتاح الغربي، مما يعكس توجهًا جديدًا للكنيسة في ضوء تحديات العصر. وهو يؤمن بأن "الكنيسة يجب أن تكون قريبة من الناس، وأن تبني الجسور لا الجدران"، على حد تعبيره في خطاب سابق.
البابوية الحديثة برؤية جديدة
يمثل انتخاب البابا ليو الرابع عشر لحظة مفصلية في تاريخ الفاتيكان. فهو أول بابا أميركي، وأحد قلائل الباباوات الذين يحملون جنسية مزدوجة، كما يُعد من أكثر الشخصيات انفتاحًا على قضايا المهاجرين، والعدالة المناخية، والحوار بين الأديان.
وبتنصيبه رسميًا يوم الأحد في الفاتيكان، أمام حشود غفيرة من المؤمنين والقادة، بدأ البابا ليو الرابع عشر فصلًا جديدًا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، يحمل معه رؤية عالمية وروحًا إصلاحية تعكس التحولات العميقة في المجتمعات المعاصرة.

ترددات نوا

  • الأكثر قراءة
  • احدث الاخبار
Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group