عرض عسكري ضخم في عيد ميلاد ترامب يثير جدلاً واسعاً واحتجاجات في أنحاء أميركا
قبل 15 ساعة العالم
شهدت العاصمة الأميركية واشنطن، يوم السبت، عرضا عسكريا ضخما أقيم بمناسبة الذكرى الـ250 لتأسيس الجيش الأميركي، تزامنا مع عيد ميلاد الرئيس دونالد ترامب الـ79، وسط انقسام سياسي حاد واحتجاجات واسعة في مختلف أنحاء البلاد.
وتقدم ترامب العرض إلى جانب السيدة الأولى ميلانيا من منصة أمام البيت الأبيض، حيث أدى التحية العسكرية بينما حلقت الطائرات فوق الحشود وسارت دبابات أبرامز وجنود بعتاد حربي يروي تاريخ الحروب الأميركية.
بلغت تكلفة العرض، الذي جاء تنفيذاً لرغبة عبر عنها ترامب منذ حضوره عرض الباستيل الفرنسي في باريس عام 2017، نحو ٤٥ مليون دولار، وافتتح بإطلاق 21 طلقة مدفعية وتقديم العلم الوطني من قبل مظليين عسكريين.
في المقابل، خرج عشرات الآلاف من المتظاهرين تحت شعار "لا ملوك" في نيويورك، لوس أنجليس، شيكاغو، فيلادلفيا، هيوستن، أتلانتا، ومئات المدن الأخرى، متهمين ترامب بمحاولة إرساء مظاهر سلطوية. وقال منظمو الاحتجاجات إن "هذا العرض الفخم يمول من أموال دافعي الضرائب في وقت يقال فيه لملايين الأميركيين إنه لا توجد ميزانيات لدعمهم".
وصف بعض المحتجين العرض بأنه "استعراض ديكتاتوري"، فيما اعتبره حاكم كاليفورنيا الديمقراطي غافين نيوسوم بأنه "عرض مبتذل للضعف" على غرار ما يقدمه "كيم جونغ أون أو بوتين"، واصفاً الاحتفال بعيد ميلاد "القائد العزيز" بأنه "أمر محرج".
ورغم الضجة التي أثارها العرض، خطف الأضواء نبأ مقتل النائبة الديمقراطية في ولاية مينيسوتا ميليسا هورتمان وزوجها، في ما وصفه حاكم الولاية تيم والز بأنه "اغتيال سياسي محتمل". وأعلنت السلطات أن شخصاً يدعى فانس بولتر (57 عاما)، انتحل صفة شرطي، يشتبه في أنه نفذ الهجوم، وعثر في سيارته على منشورات لحركة "لا ملوك" وقائمة بأسماء مسؤولين مستهدفين.
ترامب دان الحادث واصفا إياه بـ"إطلاق النار المروع"، في وقت لم تهدأ فيه الانتقادات حول رمزية العرض العسكري الذي وصفه على شبكته تروث سوشيال بأنه "يوم عظيم لأميركا".
العرض الذي صمم لإبراز قوة الجيش الأميركي، أعاد تسليط الضوء على الانقسام العميق في المجتمع الأميركي، وسط اتهامات لترامب بالسعي لتكريس عبادة الفرد، وتقليد أساليب خصوم الولايات المتحدة من الأنظمة السلطوية، فيما يرى مؤيدوه أنه احتفاء مشروع بالقوة العسكرية وتاريخ الأمة.