اهمال المواقع الاثرية في البلاد .. وتحول بعضها الى مكب للنفايات

15/02/2020 غرفة الاخبار
مبنى القشلة في العاصمة بغداد

تعاني المناطق الاثرية في عموم محافظات البلاد، من اهمال كبير وواضح من قبل الجهات المعنية، فيما تحول بعض منها الى مكب للنفايات واخر يندثر بسبب التغييرات المناخية، لذلك اعدت غرفة اخبار راديو نوا مع مراسليها تقريرا مفصلا بهذا الشأن:

 اهمال حكومة واضح لمبنى القشلة في العاصمة بغداد

تمتاز العاصمة بغداد باهميتها التاريخية والثقافية والتي تتمثل بوجود عدد كبير من الصروح التاريخية الهامة كالمتاحف والمدارس والمكتبات والساحات ويقدر وجود العشرات من الابنية التي يعود تاريخها الى مئات السنين، ومن اهم هذه الاثار الموجودة هي القشلة والتي يعود تاريخ بنائها الى الحكم العثماني وبالتحديد في زمن نامق باشا عام 1851 على شكل قلعة صغيرة يتوسطها برج عالي تعتليه ساعة باربعة اوجه.

واكد الباحث بالتراث باسم مسعود، في حديث خاص لراديو نوا، على" اهمية القشلة ومكانتها لدى الرواد، مشيرا الى ان " يوم الجمعة في القشلة له ميزة خاصة به، حيث اصبح يعرف بمهرجان الجمعة الثقافي".

اقرا ايضا مواطنون يشتكون عبر " نوا" من تلوث المياه في محافظاتهم...

اما الشاعران حميد مجيد وسلام رامي، فأشاروا لمراسل راديو نوا في العاصمة بغداد الى" وجود القاءات بين النخب الثقافية العراقية في  القشلة لتلاقح الافكار والمعرفة".

ولفت عضو مجلس محافظة بغداد السابق سعد المطلبي، في تصريح خاص لراديو نوا، الى انه " تم تخصيص اموال في السنوات السابقة لاعمار القشلة والمركز الثقافي وجلب خبراء لاصلاح ساعتها".

واكدت احدى المواطنات لمراسل راديو نوا" وجود اهمال حكومي للقشلة وعدم الاهتمام بها، مطالبة "الجهات المعنية ان تهتم بهذا بالمكان كونه مركز ثقافي تاريخي مهم ".

ويقدر وجود اكثر من 15 الف موقع اثري في العراق توزعت على خارطته الجغرافية، البعض منها تهدم ولم يعمر والاخر تم تدميره، اما ساعة القشلة فتعرضت للاهمال ايضا .

"قلعة باشطابيا" في نينوى تتحول لمكب للنفايات

وتتحول المواقع الاثرية في محافظة نينوى الى مكبات للنفايات ومراعي للحيوانات ، ومن هذه المواقع "قلعة باشطابيا" في الساحل الايمن للموصل التي بنيت في عهد الدولة الاموية .

وقال احد المواطنون الساكنون قرب القلعة، ان " القلعة تحولت الى مكب للنفايات وترعى فيها قطعان الماشية والحيوانات ، بسبب عدم تفعيل دور دائرة الآثار والشرطة في حمايتها، مشيرا الى " عدم وجود اية سياحة في هذه المنطقة التاريخية المهمة بسبب تقصير الجهات الحكومية المعنية في حمايتها والحفاظ عليها ".

واشار معاون مدير مفتشية آثار وتراث نينوى خيرالدين احمد ناصر، في تصريح خاص لراديو نوا، الى  " وجود اكثر من 1700 موقع اثري في نينوى ، منها ما هو مكتشفو اخر غير مكتشف الى حد الان".

وذكر ناصر انه "من اهم المواقع الاثرية في نينوى هي الحضر ونمرود وخورسباد وتل قوينجق وتل النبي يونس ( ع ) وسور نينوى الاثري وجامع النوري وماذنته الحدباء وباشطابيا وقره سراي اضافة الى بيوت وجوامع تراثية اخرى".

واضاف انه " منذ بداية استعادة الموصل شكلت عدة لجان لمتابعة التجاوزات على الآثار، واقامة الدعوات على المتجاوزين، وتم أزالة اكثر من 30 حالة تجاوز ".

وفيما يتعلق بتخصيص موازنات لاعادة تاهيل آثار نينوى،  فقال ناصر، انه" من المفتروض ان يتم تخصيص موازنات لكن الامر معقد بسبب ظروف البلاد الحالية، لافتا الى انه " ما يصل لدائرتنا من تخصيص مالي قليل جدا و لا يكفي ليسد الخراب الحاصل بالمواقع الآثارية  في المحافظة".

وتابع " تصلنا بعثات اجنبية  للاطلاع على المواقع الاثرية والدراسة، واحيانا وفود سياحية ، لافتا الى انه"تم تأمين المناطق الآثرية بشكل كامل بعد اعادة قيادة شرطة الآثار الى العمل من جديد".

وقال رئيس اتحاد نقابات عمال نينوى شفاء طه عزيز، في تصريح خاص لراديو نوا، اننا " لم نشاهد او نسمع عن تشكيل لجان للاهتمام بالمواقع الاثارية في محافظة نينوى، مشيرا الى ان " الحكومات المتعاقبة قد اهملت هذا القطاع  بشكل كبير".

وناشد عزيز " الجهات الحكومية المعنية ومحافظ نينوى وقائممقام الموصل ودائرة الآثار زيادة الاهتمام بالمواقع الاثارية ، وحمايتها من التجاوزات ، وتسييجها ووضع قوة من الشرطة لحماية كل موقع".

وذكر مصدر محلي، لراديو نوا، ان " المحافظة  تحتضن مواقع أثرية يعود تاريخها إلى أكثر من ٢٧٠٠ عام قبل الميلاد ، منها رئيسية هي الحضر والنمرود وخورسباد آسكي الموصل ومدينة نينوى الأثرية ، إضافة الى وجود نحو ٢٥٠٠ موقع أثري آخر لم تشهد بعد أي عمليات تنقيب ، دمر نحو ٨٠ موقعا أثرياً ، وهناك تجاوزات مختلفة على المواقع الاخرى ، و تعاني مفتشية الآثار من نقص الآليات وأفراد الشرطة الخاصة بها" .

المواقع الاثرية في صلاح الدين مهددة بخروجها من لائحة التراث العالمي

اما في محافظة صلاح الدين، فماتزال مشكلة المواقع الاثارية والاهمال الواضح عليها قائمة الى حد الان، على الرغم من وفود السائحين إلى بعض تلك الشواهد الاثارية الا انها لم تشهد تطور في واقعها.

واشار المختص في الاثار مصطفى سمير،  في حديث لمراسل راديو نوا ، عن" تهديد خروج تلك الآثار من لائحة التراث العالمي لأسباب عديدة أهمها استغلالها من الجانب الأمني والتي يعصب صيانتها وادامتها والحفاظ عليها من التلف ".

اما مدير الوقف السني في صلاح الدين وضاح علي، فأكد في تصريح خاص لراديو نوا "تخصيص مبالغ مالية لاعادة إعمار الآثار الدينية وشمول العديد من المراقد الاثارية و الأبنية التراثية بحسب كتاب الدائرة الهندسية الوقف السني ".

وبين مراسلنا في محافظة صلاح الدين الى ان" العشرات من المواقع الاثارية و الدينية في المحافظة،  لم تجد الاهتمام الواضح ، ولاتزال تلك الشواهد تنتظر من ينفض عنها غبار السنين ويعيد إليها رونقها وتأريخها".

اهمال المواقع الاثرية في كركوك لمدة 19 عاما

وتعتبر محافظة كركوك  من اهم المدن العراقية لما يوجد فيها العديد من المواقع الأثرية، كموقع النبي دانيال والكنيسة الحمراء والقشلة وكل هذا المواقع الأثرية شاهدة على تاريخ هذه المدينة العريقة، ومن أهم معالمها الأثرية هي قلعة كركوك الشامخة التي بنيت في عهد الملك الآشوري نفال بال الثاني بحسب الرقع الطينية المستخرجة من القلعة في عام 1920.

وقال المؤرخ التأريخي عبد الكريم خليفة، في تصريح خاص لراديو نوا، ان " قلعة كركوك فيها العديد من المناطق التي تمثل التعايش السلمي، لافتا الى انها " بحاجة كبيرة الى اجراء بعض الترميمات عليها".

واضاف "حاولنا كثيرا ان نعتبرها ضمن منظمة اليونسيف، مبينا ان " القلعة دخلت للائحة التراث العالمي لكنها لم تحصل على اية امتيازات".

وذكر مراسلنا في محافظة كركوك انه "بالرغم من أن مدينة كركوك تملك الكثير من المواقع الأثرية لكن لم يتم استغلالها من الجهات الحكومية لتكون قبلة للسياح من أجل التعرف على تاريخ هذا المدنية وهذا ما يجعل المواطنين بالمدينة يطالبون بالاهتمام بإرثها الحضاري".

وبين احد المواطنون الساكنون قرب المواقع الاثرية في كركوك ، ان" اثار المحافظة مهملة منذ 19 عاما، لافتا الى ان " قسما منها يندثر بسبب التغييرات المناخية دون اية صيانة او اهتمام من قبل الجهات المعنية".

وبين مراسلنا ان "محافظة كركوك يوجد فيها أكثر من 120 مواقعا آثاريا لكنها تعاني من الإهمال وهذا مايجعل اغلبها يتعرض الى الهدم بسبب الظروف التي مرت عليها".

وحاول كادر راديو نوا  الوصول الى دائرة الآثار لكنهم رفضوا التصريح لنا بحجة وجود تعليمات وزارية بعدم التصريح لوسائل الأعلام.

مهتم بالاثار يؤكد"لنوا" وجود اكثر من 419 موقعا اثريا في المحافظة لم يتم استغلاله لاغراض السياحة

وتنتظر مئات المواقع الاثرية بمحافظة الانبار من ينقبها و يعيد لها روح التاريخ الذي يعكس تجربة سكان المحافظة قبل الاف السنين.

وقال احد مواطني المحافظة ، لمراسلنا ان " لدينا العديد من المواقع الاثرية في المحافظة ولكنها مهملة بالرغم من اهميتها، مطالبا " الجهات المعنية  ان تعمل على تطوير هذه المواقع واستكشاف المزيد منها، لانها تعتبر فرصة لجلب السياح وفرص عمل للعاطلين".

وقال المهتم بالاثار والتراث عصام الالوسي، لمراسنا في محافظة الانبار، انه " يوجد بحدود138 موقعا اثريا وتأريخيا قديما تتركز بالفلوجة والمناطق المجاورة، هذه المواقع منها هاشمية الانبار و تل غطاس وتل تويب و تل صخيري، لافتا الى وجود" مواقع اثرية اخرى لم يتم التنقيب عنها او الاستفادة منها بالجانب السياحي ودعم قطاع السياحة الاثري".

اما مدير البيت الثقافي في قضاء الفلوجة ماجد حامد، فاشار في حديث له لراديو نوا، الى" وجود اكثر من 419 موقع اثري في المحافظة، من اهمها (المدينه العباسيه شمال الفلوجة وتل امحميد وتل اسود شمال شرق الرمادي وتل القائم بالاضافة الى قلعة هيت بعض الاثار بالانبار تعود الى العصر الحجري وعصر السلالات والدولة الاكدية والبابلية)، مبينا ان "البيت الثقافي في الفلوجة نظمت ندوات عديدة لتعريف بأهمية الاثار من الناحيه الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية".

عضو مجلس محافظة ديالى يؤكد وجود مواقع اثرية في المافظة لم يتم التنقيب عنها حتى الان

اكد عضو مجلس محافظة ديالى السابق خضر، ان "وزارة الثقافة الادارة المحلية مسؤولة عن اهمال المواقع الاثرية في المحافظة، لافتا الى ان " موازنة تنمية الاقاليم التي تحصل عليها المحافظات، تكون محددة وموجهة الى القضايا الخدمية".

فيما قال احد المهتمين بالمواقع الاثرية علي دخيل، انه " لم يتم التنقيب على بعض المناطق الاثرية الموجودة في مناطق المحافظة، مؤكدا انها لا زالت مهملة، ومستغربا من "اغلاق متحف ديالى منذ العام الفين وثلاثة ولغاية هذه اللحظة".

اما  مراسلنا في محافظة ديالى،فلفت الى ان " اهم المواقع الاثرية في المحافظة هي (خان بني سعد والسراي القديم وتل اسمر وتل اجرب  وغيرها) .

ويوجد في محافظة ديالى اكثر من 900 موقع اثري توزعت في مناطق مختلفة من المحافظة تعاني اغلبها من اهمال كبير من قبل الدوائر المعنية.

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group