خبيرة بالتلوث البيئي لنوا: نحمل التحالف الدولي مسؤولية تخريب الواقع البيئي في المشخاب

30/07/2023 اقبال لطيف جابر

عشرون عاما والامن الغذائي في المشخاب مهدد بالخطر، فالتـذق الولايات المتحدة خطره اليوم، هذا ماتحدثت بها خبيرة التلوث البيئي اقبال لطيف جابر لمؤسسة نوا الاعلامية، موجهة هذا التقرير الى:
الى برنامج الأغذية العالمي
الى منظمة الاغذية والزراعة
الى منظمة الصحة العالمية
لقد اعلنت الهند الجمعة الثامن والعشرين من الشهر الجاري اعلان الحظر على تصدير محصول الرز غير البسمتي صنفي الابيض والرز المكسور لتأمين الغذاء لشعوبها واعتماد المخزون من منتوج الرز وذلك بسبب التغيير المناخي الذي تسبب بغزارة الامطاروحدوث الفيضانات التي اتلفت حاصل الرز وقد تزامن هذا الحظر مع اعلان دولة الامارات العربية عن ايقاف تصدير الرز لمدة اربعة اشهر ,الامر الذي اربك اسواق الولايات المتحدة الامريكية بارتفاع اسعار الرز الهندي ثلاثة اضعافة والتزاحم على المتاجر بطوابير من الصباح حتى المساء مع حصول حالات من التدافع والتسلق على الرفوف والضرب بين المتبضعين للحصول على كيس الرز كما نشرته صحيفة اندبينت البريطانية تحت عنوان الهند تنشر رعب الارز هذا وفي المقابل تعلن الحكومة العراقية بمنع زراعة محصول الرز في المدن الفراتية ومنذ سنتيين متتاليتين بسبب شحة المياه لانخفاض مناسيب نهر الفرات دون اللجوء الى المعالجات الجذرية لشحة المياه واطلاق زراعة الرز العراقي صنف العنبر فيما فشل المزارعون في محافظتي النجف والقادسية والتي تشتهر زراعة الرز بهما في الاعتماد على ري محصول الرز من الابار بسبب جفاف النهر ,اذا ان هذه الاراضي غير مؤهلة لحفر الابارالارتوازية لكونها غير صخرية اولا كما ان ميا هه غير صالحة للشرب للبشر وللمواشي وللنبات بسبب ارتفاع نسبة تركيز الملوحة فيه ثانيا ,على الرغم من ارتفاع كلفة حفر البئر الواحد قد يصل الى ثلاثة مليون دينار عراقي ,كما ادى انخفاض منسوب نهر الفرات الى جفاف هور ام الكبره في وادي النجف,مما فاقم نسبة المجاعة وزيادة الهجرة الى محافظة بغداد العاصمة للعمل للحصول على لقمة العيش فضلا عن زيادة نسبة تصحر الارض وارتفاع تراكيز المعادن الثقيلة في التربة وتأثيرها على الصحة العامة ,هذا وقد حلً الرز العنبر الياسمين الايراني محل الرز العنبرالعراقي في الاسواق العراقية بجودة اقل من جودة العنبر العراقي وذلك بسبب عذوبة وجودة مياه نهر الفرات المصدر الرئيس لمحصول الرزالفراتي مقارنة بجودة مياه اهوار جمهورية ايران الاسلامية ,اذ انه يعتبر الرز العنبر العراقي هو الافضل بالدرجة الاولى على المائدة العراقية من بين الاصناف المستوردة كما يسجل الاغلى سعرا في الاسواق العراقية وقد وصل سعر الكغم الواحد الى اربعة الاف دينار عراقي في حين ان سعر الرز العنبر المزروع في الاهوار الايرانية سجل سعره مابين 2000-2500 دينار عراقي كما سجل الرز الهندي البسمتي الفي دينار لرائحته العطريه وجودته في الطبخ ,حيث ذكر (نيروبانا فاراتراجان,2021 ) يكشف التحليل الكيميائي الحيوي لحبوب الأرز عن وجود العديد من المواد المتطايرة في الأرز المعطر وان المركب العطري الرئيسي هو ثاني استيل 1بايرولاين (2-acetyle-l-pyrroline,),كما تم تحديد الجين الموجود على الكروموسوم 8 كجين مرشح للرائحة وهو أهم جين عطري حتى الآن,ومن خلال توثيقي للواقع البيئي في مدينة المشخاب التابع لناحية القادسية في قضاء المناذرة بمحافظة النجف الاشرف تم اخذ عينات من التربة ومياه شط المشخاب لتقدير تراكيز المواد التوصيلة الكهربائية والرقم الهيدروجيني والمواد الصلبة الذائبة والكلورايد والفوسفات والنترات والكبريتات والكالسيوم والمغنيسيوم والمعادن الثقيلة الرصاص والكادميوم والحديد والنحاس والزئبق والخارصين والكروم والنيكل والكوبلت في نماذج كل من التربة وماء نهر الفرات في المشخاب باستخدام جهاز طيف الامتصاص الذري في المختبرات الوطنية المعتمدة في بغداد,فأظهرت نتائج تحليل العينات ارتفاع قيم المواد عن المعايير الدولية وتم التركيز على نتائج تراكيز المعادن الثقيلة حيث اظهرت نتائج تحليل التربة بارتفاع جميع المعادن عن الحدود المسموح بها دوليا حيث تصدر عنصر الحديد >الرصاص>الزئبق>الكوبلت>النيكل>الخارصين>النحاس>الكادميوم >الكروم وكذلك ارتفاع هذه التراكيز في ماء شط المشخاب عن المعايير الدولية ,وان ارتفاع تراكيز العناصر الثقيلة في التربة يتم امتصاصها من قبل نبات محصول الرز العنبر فتؤثر على العمليات الفسلجية للنبات ,كما افاد (Asaoka واخرون ,1985 ) تؤثر عوامل التربة على الرائحة وغيرها من سمات الجودة التي من المفترض توفر العناصر الغذائية في التربة والرقم الهيدروجيني لتكوين المركبات ذات صلة بالرائحة العطرية , وهو ما اكده مزارعو المشخاب والمناذرة والحيرة وابو صخيربمحافظة النجف والشنافية والشافعية والشامية في محافظ القادسية حقيقة اختفاء رائحة العنبرفي محصول الرز العراقي بعد عام 2003 في ظل الاهمال الحكومي للحكومات المتعاقبة بعد 2003 للقطاع الزراعي وذكر (بيرنر,1986) الخصائص الوراثية للرائحة معقدة إلى حد ما. وكذلك التحديات المناخية المتمثلة بارتفاع درجات الحرارة والجفاف تسبب في صعوبة استزراع الارض بمحصول الرز العنبر والحصول على انتاجية عالية كما كانت قبل عام 2003 ,فقد لاحظ (منغ وتشو ,1997 ) أن متوسط درجة الحرارة اليومية البالغة 18 درجة مئوية أنتجت أفضل جودة أرز , وكذلك ضعف انتاجية الرز لتغيير الخواص الفيزيائية والكمياوية للتربة من ناحية ولاسيما بعد تركها لمدة سنتين متتاليتين بعد عام 2003 بسسب اوضاع العراق بشكل عام والنجف بشكل خاص حيث الغارات الامريكية وشن حملة المداهمات بالقنابل الصوتية والدخانية والاعتقالات بين صفوف المواطنيين واعتقالهم وزجهم في سجن بوكا وافراغ المدينة من رجالها افضى الى ان تصبح الارض بورا وعلى اية حال انخفضت انتاجية الرز صنف العنبر العطري من 1200 كغم / الدونم قبل عام 2003 الى 50كغم/ دونم بعد عام 2003 مع تقزم النبات وفقدان رائحة الرز العنبر العطرية المميزة للصنف العراقي حيث يؤكد السكان انبعاث رائحة الرز العنبر على مسافة عدة كيلو مترات كما اشار (ميتال وآخرون ، 1995) لتحديد اصناف الرز العطرية يتم مضغ الحبوب الغير ناضجة وكذلك تنبعث منها رائحة وقت التزهير وليست في الطبخ ,كما ان انتقال العناصر الثقيلة من التربة وتراكمها في نبات الرز سيتم انتقالها عبر السلسلة الغذائية لتصل للانسان وتؤثر على صحته , كما اشار (وينفنغ تان ,2023 ) تشير العديد من التقارير الاستقصائية إلى أن استهلاك الأرز المزروع في الحقول التي تحتوي على نسبة عالية من العناصر السامة مثل الكادميوم والرصاص والحديد والزئبق وغيرها أي الملوثات التي تتجاوز التركيزات القصوى المسموح بها ، يمكن أن تعرض صحة الإنسان للخطر, كما وجد (هنري سيتياوان واخرون ,2023 ) استهلاك الأرز الملوث بالمعادن الثقيلة بشكل منتظم يشكل مخاطر صحية مسرطنة وغير مسرطنة. واشار في دراسة (تشاويانغ ليو واخرون,2023 ) الى ان الاستهلاك طويل الأمد للأرز المحتوي على معادن ثقيلة يشكل مخاطر كبيرة على الصحة العامة لا يمكن إهمالها ، خاصة للأطفال والأطفال الصغار الذين يعانون من التعرض المزمن .
لقد دخلت القوات الامريكية والبريطانية والاسبان والسلفادورالى النجف عام 2003من بادية السماوة على طريق عبد الله النجم في ناحية القادسية /المشخاب واندلعت مواجهة برية مابين قوات التحالف البري والجوي وبين قوات الحرس الجمهوري وفدائيي صدام وجيش القدس والفرق الحزبية وقد كانت هذه المواجهة متواصلة ليل نهار بقصف جوي مكثف على المنطقة طال منازل المدنيين وحظائر المواشي من البقر والغنم الامر الذي قاد سكان المشخاب الى الهروب عبر ضفة نهر الفرات الى الجهة الاخرى وحفر مواضع والاختباء فيها ,كما استهدف القصف الجوي للتحالف الدولي خزين القمح بشكل عام ومتعمد بحيث انتهى بشكل كامل وكذلك محصول الرز اكثر من 200 طن في القضاء وذلك بالقاء باقراص مشعة على الخزين والحقول كما طال القصف البنى التحتية ومغذ ومغذيات الطاقة الكهربائية بحيث 200 عمود كهربائي وقصفو بسلاح مثل القدح الكهربائية تسيببت في انتشار مرض الحزام الناري ,وكذلك مدارس ابتدائية لوجود الحزبيين بالمدرسة بصواريخ و الجسور ومنها الجسر الرابط بين محافظتي النجف والديوانية بصواريخ وانصهر وجسر جدول بين المزارع وانصهر بالكامل وقصف النخيل تقطعت الرؤوس باعداد من 75 نخلة وانتهت بالكامل وادى القصف المستمر الى استشهاد 15 شهيد11 مدني و4 حزبيين المقاتليين المرابطين بالمدارس , هذا وقام فريق من الامم المتحدة بعد عام 2003 بتحديد المناطق المشعة وهي الفرقة الحزبية ومركز الشرطة وتبعد عن ناحية القادسية 1.5 كم,هذا وقد طالب اهالي المشخاب التحالف الدولي بنتقديم اعتذار رسمي للششعب العراقي جراء جريمة غزوه وتعويضه عن الاضرار التي لحقت به كما طالبو الحكومة بتعويضهم بفوات المنفعة عن الاراضي التي منعتهم الحكومة من زراعتها لسنتين وتحقيق المجاعة والفقر بين صفوفهم كما طالبو التحالف الدولي بالتعويضات المادية والمعنوية بملايين الدولارات جراء التلوث البيئي افي المشخاب لاستخدام قوات التحاف الاسلحة المحرمة دوليا مما تسبب في اصابتهم بالامراض السرطانية حيث تصدر سرطان الدم بالمرتبة الاولى وسرطان الثدي بالمرتبة الثانية والدماغ والرئة والقولون والبنكرياس والكبد والكلى والمثانة والكلى على التوالي مع زيادة اعداد المواليد المشوهه خلقيا وانتشار الفشل الكلوي .
خبيرة التلوث البيئي
اقبال لطيف جابر
مدير مشروع في حاضنة التعليم العالي والبحث العلمي / دائرة البحث والتطوير
عضو منظمة العفو الدولية / التغيير المناخي
عضو جمعية المخترعيين العراقيين
عضو الجمعية العلمية للموارد المائية
عضو الجمعية العلمية للتربة
عضو مؤسسة الطب البديل العراقية

ترددات نوا

Copyright © 2017 - Radio Nawa. Designed and Developed by Avesta Group